I

{  نبذة عن المشائخ آل باعشن }

آل باعشن سلالة من المشائخ قطنت حضرموت، شافعية المذهب، وصفوا - بالمشائخ النبلاء- (1). شيدوا رباط علمي في القرن السادس من الهجرة، في اعلى دوعن، وكانت مقصدًا لطلب العلم يأتيها العديد من العلماء و الفقهاء وطلاب العلم. امتهن بعضهم التجارة؛ فارتحلوا الى العديد من المدن أهمها مدينة جدة.

هم من مشائخ العلم والدين في السلم الاجتماعي في حضرموت(2)، لجأوا الى ترك السلاح وتجنب الخوض في الحروب القبلية منذ القرن السادس من الهجرة. وعلى الرغم من الاضطرابات التي تخلخلت خلال القرون القديمة نتيجة النزاعات على السلطة في حضرموت الا أن ديارهم كانت بمنأى عن هذه الحروب بل كانت ديارهم مأمونة وكانت الخفارات ملحوظة وتحظى بإحترام وتقديس من جميع القبائل، كما كانت ديارهم ملجأ للعديد من القبائل والأسر الكريمة. ساهم العديد من أعلام الأسرة في الحركة العلمية في شتى العلوم الاسلامية قديمًا والتي يغلب عليها طابع المذهب الشافعي فألفت العديد من الكتب الدينية والمخطوطات كما كانت مجالس العلم والذكر تصدع في جميع انحاء الرباط وقد خرج منهم جملة من العلماء والدعاة من أبرزهم:

 الإمام صاحب الجامع القديم الشيخ عبدالله بن أبي بكر باعشن من أعيان الرباط في القرن السابع من الهجرة. والعلامة القاضي عمر بن عبدالله باعشن الذي تولى القضاة على العديد من بلدان دوعن في القرن الثامن من الهجرة. والشيخ محمد بن عمر باعشن، من علماء القرن العاشر للهجرة(4) والذي وصُف " بصدر ألاعيان"، والشيخ احمد بن عبدالقادر باعشن المشهور " بشهاب الدين " وهو من علماء القرن الحادي عشر للهجرة، وقد وصفه المؤرخ المحبي " بإمام أهل العرفان في عصره"(5)، والشيخ سعيد بن عبدالله باعشن، الذي وصفه تلميذه السيد علي العطاس " بمجلى الجلالة"(6).والشيخ سعيد بن محمد باعشن، الذي يعد أحد أئمة المذهب الشافعي في القرن الثالث عشر(3). وغيرهم.

كما ظهر منهم العديد من القضاء والقائمين في عهد السلاطين في حضرموت  منهم الشيخ أحمد بن سالم باعشن وقد كان مقره في شبام والشيخ علي بن سالم باعشن وكان مقره في دمون وقد قال فيه الشاعر حداد بن حسن:

 

سلام آلاف بادر -- من الغَنَّا الى دمون صادر

يخصك يا علي باعشن ياحاكم الانصاف

-

دليل العدل ظاهر -- عليك الناس تثني في المحاضر

من عدلك تكرم ع المسيلة واسع الألطاف 

أشتهرت فيهم مقولة مفتي حضرموت:

( آل باعشن : بيت علم، ومغرس فضل، ومنبت صلاح )(7)

وبجانب العلم والدين فقد اشتهروا فيما بعد بالتجارة وقد كانت كل من المخا وجدة ومكة وسنغافورة واندونيسيا والهند اكثر المناطق التي ارتحلوا إليها بل واستقروا وأصبحوا من أصحاب الأملاك فيها. ساهمت الاسرة بشكل فعال بجانب العديد من تجار العرب الحضارمة  في نشر الدين الاسلامي واللغة العربية في جنوب شرق اسيا. وكانت لهم تجارة وبيوت في جنوب شرق آسيا من أبرزهم الشيخ عبدالله بن محمد بارحيم باعشن الذي كان لديه اسطول  بحري من السفن للنقل بين الجزر الإندونيسية والماليزية وسنغافورة ومازال الى يومنا هذا فروعاً من الأسرة تسكن في سنغافوره والهند.

وللحديث عن مدينة جدة فتعد جدة من اوائل المدن استقرارًا للأسرة وهم أحد العوائل القديمة التي سكنت جدة داخل سورها القديم.  تميزت الأسرة في مدينة جدة بالطابع التجاري والثقافي كثيرًا وكانت من ضمن الأسر القديمة المكونة للكيان الاقتصادي لمدينة جدة قديمًا والتي أشتهرت هذه الاسر بالتجارة والثراء. حظيوا بمكانة كبيرة في جدة منذ العهد العثماني فأصبحوا من أعيان المدينة ورجالاتها. وقد مُنح للحضارمة آنذاك امتيازات في المدينة فيذكر الطرابلسي في كتابه بصدور فرمان سلطاني في عام ١٢٣٧ للهجرة بحيث تتم دعاويهم وتركاتهم وبيع وشراء دورهم فيما بينهم وليس للقضاء او الولاء التعرض لهم. وقد ذكر ايضا ان اجتماعاتهم كانت تتم عادة في بيت آل باعشن. كما استمر وضعهم في العهد الهاشمي و اوائل العهد السعودي حتى اخلتفوا فيما بينهم على المشيخة فضاعت امتيازاتهم. وقد ذُكر في كتاب العلاقات بين مصر والحجاز ونجد في القرن ١٩ بعض التجار الحجازيين الذين شغلوا المناصب الاقتصادية الرفيعة في مصر من أبرزهم الشيخ علي بن عبدالله باعشن الذي تولى منصب رئيس التجار - شهبندر التجار -  وزاول بها التجارة الواسعة في عام ١٢٧٧ هجريا. وهو منصبًا مرموقا يحظى بالاحترام والتقدير من الدولة والعامة . ومنهم الشيخ عثمان باعثمان باعشن أحد اعيان المدينة والذي اختاره الملك فيصل بن عبدالعزيز رئيسا لإدارة عين العزيزية بعد ان تولى رئاسة المجلس البلدي بجدة ، ومن ضمنهم أيضا الشيخ محمد صالح باعشن والذي قد كان من كبار جدة وهو ممن استقبلوا المؤسس الملك عبدالعزيز ال سعود عند دخوله لمدينة جدة واليه تنسب الدار الشهيرة القائمة حتى الان في حي البلد بجدة. وهناك الكثير من الشخصيات التي يطول الإسهاب فيها. 

‎

‎ تعريف عام 

اعتلت الأسرة تنصبة المشيخة من قبل دخولهم الى حضرموت وقد ترجم علوي بن طاهر الحداد في كتابه لمنطقة الصعيد اعلى وادي دوعن بأنها تحوي قبور من القرون الاولى لعباد صالحين وهي منطقة بها مرقد الكثير من القبور الصالحين من اسلا ال باعشن، يعود سبب هجرتهم ازاء الاضطرابات التي شهدتها الجزيرة العربية والاختلافات السياسية والعقدية ونشير بالذكر انهم كغيرهم من المشائخ الذين تخلوا عن حمل السلاح بعدما ساد الجهل والتعصب باسم العصبة والقبيلة التي نهى عنها النبي (8)  والذي كان من اهم عوامل ترك العلم، فاعتزلوا الصراع السياسي القبلي وشيدوا رباط يستهوي كل طالب علم.


‎ نسبهم 

من المتفق عليه بأن جميع فروع مشائخ آل باعشن ينتمون الى جدهم الجامع وهو الإمام العلامة الكبير الشيخ نور الدين علي بن إبراهيم ابن أبي عشن والمتوفي سنة 620 للهجرة والمدفون في المنطقة المعروفة بأهل الراك في رباط باعشن وهي من أشهر مدافن كبار الأسرة. للشيخ علي بن ابراهيم وله الاخوة إثنين وهم الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ موسى بن إبراهيم. وينسب الى والدهم بأنه أول من ربط خيله في الرباط واستقر فيه واتخذه موطنا له.
يعود نسب الجد الاكبر وفق علماء الانساب والمخطوطات بالاضافة الى ما يتبنوه أفراد الاسرة الى قولين مشهورين فقط وقد كنا قد ذكرنا قول واحد سابقا الا ان بعض الافراد نبه على النشر بالموضوعية المجردة وذكر القول الثاني كذلك:
القول الاول: من ذرية محمد بن عبدالرحمن ابن الصحابي أبي بكر الصديق 
وانهم قدموا الى خيوان قبل قدموهم الى حضرموت و كانوا اشرافاً فيها
وممن ذكر سلسلة نسبهم لا للحصر:
النسابة إبراهيم بن احمد المقحفي، والمؤرخ سالم بن جندان العلوي، والمؤرخ محمد باحنان الحضرمي، و الدكتور ابراهيم بن دخنة الشريفي، واقره احمد بن حسن العطاس وغيرهم...

 وقد ذكروا النسب كاملا
القول الثاني: من ذرية أبي عشن الذي كان ملك من ملوك اليمن ومن أشراف همدان وقد نسبته حمير بانه الرعيني ثم الحميري نسبًا وانهم كانوا ملوكًا في همدان وتم ذكر ان ال ابي عشن في ارض خيوان كانوا ملوكًا لبنو اصبى بن دافع ولهم بقية حتى قرنِ الرابع و الخامس هجري 
وممن ذكر سلسلة نسبهم لا للحصر:
 المفتي عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف، والشيخ عبدالله بن حسين الاحمر، والعالم ابو محمد الحسن الهمداني وغيرهم... 

‎( ... الباعشن في حضرموت من قريش ينسبون الى سيدنا ابي بكر الصديق إلا ان بعض الحسدة شوه أنسابهم لأجل التنافس...)
‎                                          النسابة إبراهيم المقحفي (9)



 سبب التسمية 

يعود سبب تسمية باعشن بهذا الاسم نسبتاً الى لقب الجد الأكبر كما نقله عديد من العلماء ( بأبي عشن)، وقد كان سائدا في المجتمع الحضرمي بأن يكنوا الرجال أو ما يسمى بلغة القصر ثم حذف الألف بعد مرور الزمان ، كما قال الرحالة ابن المجاور ( ت ٦٢٦): (وأسامي رجالهم بالكنى ، فمنهم أبا لالكه وأبا فارس ...)(10) ويقول الشاطري في المعجم اللطيف : ( بأنها ( اَي الكنية ) تستعمل عند العرب للاحترام والتقدير..) ويقول في موضع اخر (... منهم غلبت كنيته او لقبه على اسمه من القبائل والاسر العلوية والحضرمية بل العربية. وهم يحذفوا الألف من أب ويعربونه. أعراب القصور)آه(11) فسبب التسمية تعود الى لقب الجد العلامة نور الدين الولي علي بن ابراهيم بأبي عشن.  والعشن كما اتى في صحاح اللغة : قَالَ أَبُو عبيد: عشن واعتشن - اي رأى بِرَأْيهِ وكِلا  الْقَوْلَيِْ قريب-.(12) وفِي لسان العرب: عشن: عَشَنَ واعْتَشَنَ: اي قال برأْيه.(13) وفِي قاموس المحيط : عشن, اعتشن : اي قال برأيه وخمّن وياتي فعلها , اعتشن :اي قال وراِى برأيه .وقد كان العلامة مشهور بعلمه وسدادة رأئيه فبه تسمى.

 رباط باعشن  

تقع  في اعلى وادي دوعن  في الوسط بين حصن باصم في الضفة الشرقية وقرن باحكيم في الضفة الغربية وتربط من تحته ثلاثة من أهم الأودية وهم ( وادي النبي، و وادي حموضة،  واودي منوة. )، بها مدرسة تأسست قبل عام1942، اشتهرت بالنخيل الكثير، يعود سبب تسميتها بالرباط 

انها كانت احد الأربطة العلمية في حضرموت ، وكانت تستقطب العديد من العلماء والفقهاء من أبرزهم دون حصر :

* الحبيب عمر بن عبدالرحمن العطاس

* الشيخ الكبير علي باراس

* الشيخ علي باصبرين

* الشيخ علي بن حسن العطاس

* الحبيب عبدالله بن طه الحداد

* السيد عبدالرحمن بن ابراهيم المعلم

* السيد علي بن عمر بن الشيخ علي

* الشيخ عبدالله بن احمد باسودان

* الحبيب هادون بن هود العطاس

والكثير .

 أهل الصعيد 

هي منطقة قديمة في اعلى وادي دوعن وبه ينحدر الوادي، بها قبور الصالحين من أسلاف ال باعشن ومن المناطق المهمة. وقد ترجم لها علوي بن طاهر الحداد في كتابه الشامل، وأيضا ترجم العلامة الحبيب عمر بن حامد الجيلاني المنطقة عند ترجمته للشيخ سعيد بن عبدالله باعشن :

( مدفون في محل أسمه الصعيد حيث قبور الأقدمين من المشائخ آل باعشن ف وادي دوعن ) (14) 

أماكن تواجدهم  

كانت أول مساكنهم عند دخولهم حضرموت، كانت بلدة الرباط الذي تعرف [ برباط باعشن ]. ومن مناطق انتشارهم ايضا قديما(  وادي النبي و بضة) وفِي وادي عمد كان ينتشرون ف منطقة حنو ف سوط الدين، ثم منهم من نجع الى المكلا، والحجاز،  ثم انتشروا في أصقاع الأرض، فمنهم من سافر الخليج العربي، ومنهم من سافر شرق اسيا: كماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا. ومنهم من سافر الهند، ومنهم من سافر السودان، وعدة بلاد العرب المختلفة

 فروعهم 

يتفرع ال باعشن الى عدة فروع منهم :

• آلِ بابراهم

• آلِ بادقيل

• آلِ باطويل

• آلِ بايعقوب

• آلِ الشيخ سعيد

• آل المسكتي

• آلِ بن قاسم

• آلِ باصالح

• آلِ باعثمان

• آل بامرعي

• آل بارحيم

• آل الخطيب

• آل باعلي

• آل بن الشيخ وغيرهم ...

من علمائهم 

• الشيخ نور الدين علي بن ابراهيم ( أبي عشن )

• الشيخ موسى بن ابراهيم ( أخ الجد الاكبر )

• الشيخ محمد بن ابراهيم ( أخ الجد الاكبر )

• الشيخ عبدالله بن أبي بكر باعشن ( صاحب الجامع القديم )

• الشيخ ابي بكر بن عبدالله باعشن ( مولى الغار )

• الشيخ أحمد بن عبدالقادر باعشن

• الشيخ محمد بن عمر باعشن

• الشيخ سعيد بن عبدالله باعشن

• الشيخ عمر بن أبي بكر باعشن

• الشيخ عبدالله بن براهم باعشن

• الشيخ عمر بن عبدالله باعشن ( بازخم)

• الشيخ عمر بن عبدالله باعشن ( لبرش)

• الشيخ سعيد بن محمد باعشن

• الشيخ سعيد بن عمر باعشن

• الشيخ احمد بن سعيد باعشن 

• الشيخ علي بن قاسم باعشن

• الشيخ علي بن أحمد باعشن

وغيرهم الكثير